روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 10

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 10


  التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 10
     عدد مرات المشاهدة: 2111        عدد مرات الإرسال: 0

¤ براءة عيسى عليه السلام من الدعوة إلى الإشراك به مع الله:

أثبت الله عز وجل في كتابه العزيز براءة عيسى عليه السلام من الإشراك به سبحانه، أو أن يكون دعا إلى عبادته من دون الله، قال سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}، وهذا توبيخ للنصارى الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، فيقول الله هذا الكلام لعيسى، فيتبرأ عيسى عليه السلام ويقول: {سُبْحَانَكَ} عن هذا الكلام القبيح، وعمّا لا يليق بك.

وقوله: {مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} أي: ما ينبغي لي، ولا يليق أن أقول شيئا ليس من أوصافي ولا من حقوقي، فإنه ليس أحد من المخلوقين، لا الملائكة المقربون ولا الأنبياء المرسلون ولا غيرهم له حق ولا استحقاق لمقام الإلهية، وإنما الجميع عباد، مدبرون، وخلق مسخرون، وفقراء عاجزون.

* المسيح عليه السلام لا يستنكف عن عبادة ربه:

قال تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا}.

لما ذكر تعالى غلو النصارى في عيسى عليه السلام، وذكر أنه عبده ورسوله، بين هنا سبحانه أن عيسى عليه السلام لا يستنكف عن عبادة ربه، أي لا يمتنع عنها رغبة عنها، لا هو {وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}، فنزههم عن الإستنكاف، وتنزيههم عن الإستكبار من باب أولى، ونفي الشيء فيه إثبات ضده، فعيسى عليه السلام والملائكة المقربون قد رغبوا في عبادة ربهم، وأحبوها، وسعوا فيها بما يليق بأحوالهم، فأوجب لهم ذلك الشرف العظيم والفوز العظيم، فلم يستنكفوا أن يكونوا عبيدا لربوبيته ولا لإلهيته، بل يرون إفتقارهم لذلك فوق كل إفتقار.

ولا يُظن أن رفع عيسى أو غيره من الخلق فوق مرتبته التي أنزله الله فيها، وترفعه عن العبادة كمالا، بل هو النقص بعينه، وهو محل الذم والعقاب، ولهذا قال سبحانه: {وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} أي: فسيحشر الخلق كلهم إليه، المستنكفين والمستكبرين وعباده المؤمنين، فيحكم بينهم بحكمه العدل، وجزائه الفصل.

المصدر: اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.